ستناول في هذه المحاضرة ما يلي:
1- تكملة احد انواع المنهج الوصفي وهو البحث التتبعي.
2- المنهج التاريخي.
3- المنهج التجريبي
1- المنهج الوصفي (البحث التتبعي)
مفهوم البحث التتبعي:
يختلف المؤلفون العرب في تسميته، منها:
• دراسات النمو والتطور.
• الدراسات النمائية.
• دراسة التطور.
• الدراسة التتبعية.
هذا الاختلاف جاء من عدم الاتفاق على ترجمة كلمة Development . وأيا كانت الترجمة فهو (قياس مقدار التطور او التغير الذي يحصل بفعل عامل الزمن على استجابة العينة نحو الموقف المطروح). وبهذا المعنى نرجح التسمية (البحث التتبعي) لأنه بالتتبع يمكن معرفة مقدار النمو والتطور او التغير وانماطه التي تطرأ على الاستجابة.
أساليب البحث التتبعي:
المسح المستعرض: وهو ما يطبق لقياس مقدار التطور او التغير في الاستجابة بشكل غير مباشر حيث يجري مرة واحدة بوساطة اختيار عينة ذات فئات عمرية مختلفة، وبمقارنة استجابة تلك الفئات نحو الموقف المطروح يتضح أثر الزمن على النمو والتطور او التغير في الاستجابة.
مثال: باحث اراد معرفة أثر الفرق في العمر على استجابة العينة حول عمل المرأة المسلمة في مجالات معينة فقد يتخذ أفراد العينة ذوي الأعمار الشابة إلى التأييد بينما يتخذ ذوي الأعمار الأكثر تقدما إلى معارضة وذلك بسبب ما عرفوه من تجربتهم في الحياة من أمور سيئة أفرزها زج المرأة في مجالات بعيدة عن قيمها وطبيعتها.
وقد يهدف المسح المستعرض لمجرد تشخيص الواقع ووصفه وتفسيره في إطار زمني محدد، حيث قد يتغير هذا التشخيص عندما تجري الدراسة في وقت لاحق، وهو بهذا يشبه البحث المسحي إلا أنه يختلف عنه من التركيز على أثر الوقت في إجراء الدراسة، إذ البحث المستعرض ليس هدفه الوصف وتشخيص الواقع فقط، وإنما التفسير في ظل الوقت الذي أجريت فيه الدراسة.
(ما مدى حاجة المجتمع لخريجي قسم الإعلام مثلا النتائج المتوصل إليها تكون مربوطة بوقت جراء الدراسة وتفسر طبقا لذلك الوقت)
• المسح الطولي:
وهو ما يجري لقياس مقدار النمو والطور او التغير في الاستجابة بشكل مباشر، حيث تجري الدراسة في أكثر من مرة وبمقارنة نتائج الدراسة في المرة الأولى بنتائجها في المرة الثانية مثلا يتضح أثر عامل الوقت في النمو والتطور او التغير في الاستجابة نحو الموقف المطروح.
أمثلة للبحوث التتبعية:
مقارنة بين آراء المعيدين والمحاضرين وأعضاء هيئة التدريس في قسم من الأقسام العلمية بالجامعة حول برنامج الدراسات العليا في القسم لمعرفة أثر الوقت (الخدمة) في استجابة العينة بفئاتها المختلفة حول المواقف المطروحة (مسح مستعرض).
دراسة اتجاهات طلبة كلية الاقتصاد مثلا حول نظام الساعات: عينة في أول العام الجامعي وعينة أخرى في اخر العام الجامعي (دراسة الاتجاه).
ومن أمثلتها كذلك:
- تطور حجم التجارة الخارجية
- تطور المستوى العام للأسعار
- تطور حجم الانتاج لإحدى الوحدات الاقتصادية.
- تطور الصناعة الجزائرية.
- تحديد اتجاهات الصادرات والواردات خلال فترة زمنية معينة.
- تحديد اتجاهات الأسعار.
- تحديد اتجاهات الاستهلاك الوطني.
متى يطبق البحث التتبعي؟
يطبق البحث التتبعي بغرض الاهداف التالية:
- معرفة مقدار النمو والتطور او التغير الذي يحصل بفعل عامل الزمن على استجابة العينة نحو الموقف المطروح.
- معرفة مدى الثبات والتغير في الاتجاهات السائدة نحو الموقف المطروح بعد مرور مدة من الزمن دون التزام بعينات ثابتة او مجتمع بحث ثابت.
- معرفة مدى الثبات والتغير في استجابة مجتمع البحث نحو الموقف المطروح بواسطة اختيار عينات مختلفة منه تطبق عليها الدراسة بأوقات مختلفة.
كيف يطبق البحث التتبعي:
يطبق البحث التتبعي باتباع الخطوات التالية:
1- توضيح مشكلة البحث توضيحا كاملا بالكيفية المعروفة
- التمهيد للمشكلة - تعريف المشكلة وتحديد أسئلة البحث - فروض البحث
- أهداف البحث - اهمية البحث - حدود البحث - مصطلحات البحث-
- الإطار النظري - قصور البحث
2- مراجعة الدراسات السابقة بالكيفية المعروفة.
3- تصميم البحث وتحديد خطواته الإجرائية بتوضيح:
- مجمتع البحث - عينة البحث. - أداة البحث
- كيفية تحليل المعلومات - كيفية جمع المعلومات (جمع المعلومات بعد كل مرة تطبق فيها الدراسة.).
4- تحليل المعلومات وتفسيرها، وإجراء المقارنات وقياس الفرق ليتضح أثر ذلك ما أحدثه عام الوقت من نمو وتغير في استجابة العينة.
5- عرض النتائج وما يرتبط بها من توصيات يرها الباحث.
2- المنهج التاريخي
يعد المنهج التاريخ من أكثر مناهج البحث تطبيقا في أوساط الباحثين رغم أنه أقل وضوحا في مفهومه لديهم ، بدليل عدم الدقة في تطبيقه. فكثير منهم يطبق المنهج لتاريخي على انه عبارة عن جمع المعلومات المرتبطة بموضوع البحث من مصادرها المختلفة وترتيبه وإخراجها إخراجا جيدا بما يتلاءم مع عنوان البحث . إذ أن التطبيق الصحيح له يجعل من البحث الذي يتخذه منهجا إضافة جديدة للمعرفة، وإسهاما جيدا من الباحث لتشخيص الماضي بغرض معرفة الحاضر.
ويعرف المنهج التاريخي كما هو عند بورق وقول 1979 وايزاك ومايكل 1981 بأنه : " عبارة عن إعادة للماضي بواسطة جمع الأدلة وتقويمها ومن ثم تمحيصها ، وأخيرا تأليفها، ليتم عرض الحقائق أولا عرضا صحيحا في مدلولاتها وفي تأليفها ، وحتى يتم التوصل حينئذ إلى استنتاج مجموعة من النتائج ذات البراهين العلمية الواضحة."
أمثلة للبحوث التاريخية:
• دراسة تاريخية لنظام التعليم ومناهجه في فترة تاريخية معينة بغرض معرفة مدى التركيز على الأصالة ورفض التبعية .
• دراسة تاريخية عن تطور التحولات الاقتصادية في الجزائر وتتبعها بغرض معرفة العوامل والظروف التي أثرت على ذلك خلال فترة زمنية محددة.
متى يطبق المنهج التاريخي:
المنهج التاريخي يأتي تطبيقه كمنهج للبحث تبعا للغرض من البحث ذاته. فهو يعد المنهج الوحيد الذي يتعين على الباحث تطبيقه عندما يكون الهدف من البحث تحقيق واحد أو أكثر من الأغراض التالية:
• متى بدأ ظهور ظاهرة تاريخية ما؟
• كيف بدأ ظهور ظاهرة تاريخية ما؟
• ما مراحل تطور ظهور ظاهرة تاريخية ما؟
• ما العوامل ذات التأثير في ظهور ظاهرة تاريخية ما؟
• ما مدى صحة ظاهرة تاريخية ما في ظل المعطيات التاريخية الصحيحة؟
• ما مدى العلاقة والارتباط بين حدثين تاريخيين؟
- وما شابه هذه لأسئلة ذات الارتباط بالماضي.
استخدام المنهج التاريخي لا يعني بالضرورة أن يكون موضوع البحث تاريخيا صِرفا، فقد يكون :تاريخيا صِرفا أو متعددا ، منها التاريخي ومنها غير التاريخي.
وفي الحالة الأخيرة يلزم تطبيق المنهج التاريخي في الجوانب التاريخية ، وتطبيق مناهج البحث الأخرى المناسبة لدراسة الجوانب غير التاريخية .
كيف يطبق المنهج التاريخي ؟
حدد قتشك (1950) خطوات تطبيق المنهج التاريخي بأربعة خطوات وهي:
1 جمع المصادر الأساسية الموجودة ، سواء أكانت مكتوبة أو مصورة أو مجسمة أو مسجلة أو شفوية....الخ.
2 استبعاد جميع المصادر غير الصحيحة.
3 الاقتصار على المعقول من المصادر الأساسية.
4 تنظيم وإخراج الأدلة الثابتة في عرض علمي مناسب.
فتلك الخطوات الأربع تشكل الإطار النظري للمنهج التاريخي .
أما من الناحية العملية، فيمكن عرض الخطوات التالية:
الخطوة الأولى : توضيح ماهية المشكلة
- التمهيد للمشكلة - تعريف المشكلة وتحديد أسئلة البحث
- فروض البحث - أهداف البحث
- أهمية البحث - الإطار النظري البحث
- حدود البحث - قصور البحث
- مصطلحات البحث
صياغة فروض البحث التاريخي المبدئية تفسر وقوع الأحداث والأحوال لكي يكون للعمل العلمي قيمة. فالبحث عن العلاقات الخفية أو الأنماط الكامنة أو المبادئ العامة التي تفسر أو تصف الظواهر التي يدرسونها ، وبعد تكوين الفروض يبحثون عن الأدلة التي تؤيدها أو تنفيها.
الخطوة الثانية : مراجعة الدراسات السابقة التي كتبت في الموضوع لتوضيح مدى التشابه والاختلاف بينها وبين دراسته، كذلك يبرز جوانب القوة وجوانب الضعف فيها ، وليتضح أيضا موقع دراسته وأثرها في تلافي جوانب الضعف في الدراسات السابقة.
الخطوة الثالثة : تصميم البحث وتحديد خطواته الإجرائية
تحديد مصادر البحث (أساسية وثانوية):
أ- المصادر الأساسية أو الأولية : وهي تلك المصادر التي تعتمد في نقلها للمعلومة على مصادر أخرى سبقتها. أي أنها أول مصدر أورد المعلومة. أو هي (المقررة ، أو المكتوبة أو المنقولة بواسطة الشخص الذي لاحظها مباشرة أو شارك فيها).
أنواع المصادر الأساسية:
• الوثائق والسجلات التي حفظت وكتبت من قبل شخص مشارك فيوقائعها أو علىالأقلمشاهد لها، . ومثال ذلك : (الدساتير ، القوانين، القرارات ، المحاضر الرسمية للاجتماعات ، الرسائل الشخصية، العقود ، اليوميات ، الشهادات ، الخرائط ، الكتب التي لم تعتمد على مصادر أخرى ، الرسائل العلمية ، الصكوك ، القوائم ، الكتالوجات ، الأفلام ، الصور ، الرسوم ، التقارير ، التسجيلات ، الصحف ، المجلات ، الفواتير ، الإعلانات ، سندات الاستلام ، الرخص، الإحصاءات الرسمية...الخ
• الحفريات أو الآثار المرتبطة بشخص معين أو مجموعة من الناس أو فترة زمنية محددة مثل : (الأدوات ، الأثاث ، المباني ، الملابس ، العملة ، ...).
• الأدلة الشفهية ممن شارك فيها أو مشاهد لها.
ب-المصادر الثانوية: وهي عبارة عن مصادر ثانية للمعلومة ، أي المعلومة وردت من مصدر أخرى سبقها ، وكتبها شخص لم يلاحظها مباشرة أو شارك فيها. والمعلومة إما أن تكون واقعة أو حالة أو شيء محسوس....الخ. أو هي: (تقارير شخص يروي الأدلة عمن شارك في الواقعة أو شاهدها)
ومن الأمثلة على المصادر الثانوية:
الكتب المجموعة أو المحررة..
الكتب المؤلفة اعتمادا على المراجع.
إخبار الصحف والمجلات .
دوائر المعارف....الخ.
إن القيمة العلمية للمعلومة المستقاة من مصدر أساسي اعلي بكثير من المعلومة المستقاة من مصدر ثانوي. كما أن المصدر الواحد قد يكون أساسيا وثانويا في آن واحد ، وذلك طبقا للمعلومة المرادة. أي إن المؤلف إذا أشار إلى مشاهدته للمعلومة أو مشاركته فيها ، فيعد مصدرا أساسيا لهذه المعلومة ، وأما إذا نقل عن غيره معلومة معينة فهو فيها مصدرا ثانويا.
وأضاف بورق وقول 1979 نوعا ثالثا من المصادر، ألا وهي المصادر التمهيدية، وهي المصادر التي تحتوي على معلومات عن المصادر الأساسية والثانوية من حيث نوعها وما تحتوي عليه من معلومات . مثال :
الدليل لكتب المراجع لمؤلفه شيهي.
الدليل لمواد المراجع لمحرره وولفورد.
فهرس المراجع.
- نقد مصادر البحث (بعد خطوة تحديد مصادر البحث).
إن البحث التاريخي متعلق بالماضي ، وعليه لا يمكن للباحث ملاحظة الواقعة المراد دراستها حتى يتأكد من صحة المعلومة المنقولة من المصادر الأساسية أو الثانوية. وبناء عليه يمكنه أن يستخدم البرهان التاريخي والقيام بعمليتي النقد : الداخلي والخارجي.
فأما النقد الخارجي: فهو ما يوجهه الباحث للوثيقة هل هي أصيلة آم مفتعلة؟ وهل هي صحيحة آم مزيفة؟. وأما النقد الداخلي : فهو ما يوجهه الباحث للمعلومة ذاتها التي يحتوي عليها المصدر الأساسي .
هل الأرقام أو المعلومة معقولة؟
هل يمكن أن يحدث ما وصف في الوثيقة في ظل العوامل والبيئة المحيطة آنذاك؟.
هل هناك تناقض بين المعلومة ومعلومة أخرى وردت في الوثيقة؟.
هل المؤلف واقع تحت ضغط اجتماعي أو سياسي معين؟.
هل هناك دوافع معينة دفعت الكاتب ليكتب.
الخطوة الرابعة: تحليل وتفسير المعلومات: بعد عملية النقد والحصول على المعلومات الصحيحة تأليفا ومحتوى ، يمكن للباحث بعد ذلك أن يستخدم الأدلة والبراهين التي تجيب على أسئلة البحث أو تختبر فروضه.
- مراجعة المعلومات (في مرحلة النقد)
- تبويب المعلومات : كان تبوب بناء على الفترة الزمنية مثلا.
- تفريغ المعلومات : وضع كل معلومة في قالبها التبويبي الذي اختاره لها.
- تحليل المعلومات : وذلك باستخراج الأدلة التي تبرهن على الإجابة العلمية لكل سؤال من أسئلة البحث .
- تفسير المعلومات : بالإجابة على أسئلة البحث وتقرير قبول فروضه من عدم قبولها.
الخطوة الخامسة : ملخص البحث وعرض النتائج والتوصيات.
3- المنهج التجريبي
مفهوم المنهج التجريبي:
منهج البحث العلمي الذي له الأثر الجلي في تقدم العلوم الطبيعية هو المنهج التجريبي ، الذي يستطيع الباحث بواسطته أن يعرف أثر السبب (المتغير المستقل )على النتيجة (المتغير التابع) .ومع ذلك لم يقتصر أثر المنهج التجريبي على هذا ، وإنما استطاع الإنسان بواسطته أيضا أن يعرف إلى أي مدى يؤثر السبب على النتيجة . مما يجعل من الميسر جدا إحداث أي تغيير إصلاحي على الظاهرة المراد دراستها ، فكما يقال (إذا عرف السبب بطل العجب).
وهناك من النتائج الايجابية التي أحرزها علماء السلوك نتيجة تطبيقهم للمنهج التجريبي إلا أن عقبات كثيرة لا تزال تقلل من أثره في تقدم العلوم السلوكية، وأهم هذه العقبات على الإطلاق تعقد الظاهرة الإنسانية وصعوبة ضبط متغيراتها.. وبسبب ذلك جعل علماء المنهجية يضطرون للبحث عن منهج أكثر ملاءمة للظاهرة الإنسانية ، وآخذو بتطبيق "المنهج الحقلي ". وبرغم تميز المنهج الحقلي بشمولية النظرة للمتغيرات ذات الأثر ، إلا أنه لا يصلح بديلا عن المنهج التجريبي لعدم توافر ضبط المتغيرات فيه من جانب ، ولأنه يُعنى بالحاضر ودراسة الواقع فقط ، دونما محاولة لدراسة المستقبل وما يؤول إليه الأمر من جانب آخر.
توجه علماء المنهجية للبحث عن بديل للمنهج التجريبي ، فلم يجدوا من بُدٍ من إجراء تعديل عليه حتى يلائم طبيعة الظاهرة الإنسانية التي تمتاز بتعقد المتغيرات المؤثرة عليها ، فتوصلوا إلى ما أسموه بالمنهج شبه التجريبي .
مصطلحات مهمة في المنهج التجريبي:
- التجربة: ويقصد بها تطبيق عامل معين على مجموعة دون الأخرى لمعرفة ما يحدث من أثر.
- المتغير المستقل: وهو العامل أو السبب الذي يطبق بغرض معرفة أثره على النتيجة.
- المتغير التابع: وهو النتيجة التي يقاس أثر تطبيق المتغير المستقل عليها.
- المجموعة التجريبية: وهي المجموعة التي تطبق عليها التجربة.
- المجموعة الضابطة: وهي المجموعة التي تشبه تماما المجموعة التجريبية في جميع خصائصها ، وتتماثل معها في جميع الاجراءات عدا تطبيق التجربة ، فلا تخضع لها.
- المتغيرات الخارجية : وهي المتغيرات التي يلزم ضبطها لتكون بدرجة متساوية في المجموعتين التجريبية والضابطة مثل : (العمر ، الجنس ، درجة الذكاء،.....الخ .).
- الاختبار القبلي: وهو الاختبار الذي تختبره المجموعتان التجريبية والضابطة قبل اجراء التجربة بغرض تحديد المستوى ، حتى يتسنى معرفة أثر التجربة في تحسينه.
- الاختبار البعدي: وهو الاختبار الذي تختبره المجموعتان التجريبية والضابطة بعد اجراء التجربة ، بغرض تحديد المستوى الجديد لديهما بعد اجراء التجربة ، لقياس الأثر الذي أحدثه تطبيق المتغير المستقل على المتغير التابع.
- الاختيار العشوائي: أي أن تصبح الفرصة متساوية ودرجة الاحتمال واحدة لأي عضو من أعضاء مجتمع البحث ليكون من أفراد العينة دونما أي تأثر أو تأثير.
- التعيين العشوائي: أي أن تصبح أيضا الفرصة متساوية ودرجة الاحتمال واحدة أمام كل فرد من أفراد عينة البحث ، ليكون من أعضاء المجموعة التجريبية أو من بين أعضاء المجموعة الضابطة.
- ضبط المتغيرات : أي حصر المتغيرات الخارجية ذات الأثر على التجربة عدا المتغير المستقل ، وذلك بهدف عزلها أو تثبيتها (كل شيء متوفر لدى المجموعتين على حد سواء).
متى يطبق المنهج التجريبي:
• يطبق المنهج التجريبي بغرض تحقيق هدف واحد فقط، يتركز حول معرفة ما إذا كان للمتغير المستقل (السبب) أثر على المتغير التابع (النتيجة).
• وبأسلوب آخر ، يمكن القول بان المنهج التجريبي يتم تطبيقه عندما يكون الهدف من البحث التنبؤ بالمستقبل حول أي تغيير إصلاحي يجب إجراؤه على الظاهرة المدروسة تغييرا علاجيا أو تغييرا وقائيا...
• الباحث هنا يطبق المنهج التجريبي لا لمجرد معرفة الأثر الذي يمكن أن يحدثه السبب على النتيجة ، وإنما علاوة على ذلك حتى يتوصل إلى تعمم تلك النتيجة وبالتالي إحداث تغيير علاجي أو وقائي.
كيف يطبق المنهج التجريبي؟
خطوات تطبيق المنهج التجريبي تختلف باختلاف تصميماته ، فقد تقل أو تكثر الخطوات حسب التصميم . فالتصميم الذي يتطلب مجموعتين تجريبية وضابطة يختلف عن التصميم الذي لا يتطلب إلا مجموعة تجريبية واحدة فقط. وكذلك التصميم الذي تتعدد فيه المتغيرات المستقلة يختلف عن التصميم الذي يطبق لمعرفة أثر متغير مستقل واحد ...وهكذا.
مثال : تطبيق خطوات المنهج التجريبي للتصميم الذي يجرى لمعرفة أثر متغير مستقل واحد من خلال المقارنة بين مجموعتين تجريبية وأخرى ضابطة ، يتم تطبيقه وفقا للخطوات التالية:
- تحديد دقيق لمشكلة البحث ، يتضح من خلالها المتغير المستقل المراد دراسة أثره على المتغير التابع. وكذلك المتغيرات الخارجية ذات الأثر على النتيجة ليتم ضبطها وتثبيتها بدرجة متساوية بين المجموعتين كالسن ، والجنس ، ....الخ . وتتبع خطوات ماهية المشكلة كما هو معروف.
- مراجعة الدراسات السابقة ذات الصلة بمشكلة البحث.
- تصميم البحث والخطوات الإجرائية: تحديد مجتمع البحث- اختيار العينة عشوائيا – معرفة المتغيرات الخارجية بواسطة تطبيق بعض أدوات البحث مثل الاستبانة لمعرفة السن ، الجنس ، التحصيل الدراسي.....الخ.. أو الاختبارات المقننة لقياس الذكاء مثلا.
- اختيار عينة البحث في موضوع التجربة اختيارا قبليا .
- تقسيم عينة البحث تقسيما عشوائيا إلى مجموعتين (مجموعة أ) و (مجموعة ب).
- اختيار احد المجموعتين اختيارا عشوائيا لتصبح هي المجموعة التجريبية.
- تطبيق المتغير المستقل على المجموعة التجريبية ، وحجبه عن المجموعة الضابطة.
- اختبار عينة البحث (المجموعتان) في موضوع التجربة اختبارا بعديا.
- تحليل المعلومات (مقارنة نتائج الاختبار ألبعدي بنتائج الاختبار القبلي بواسطة تطبيق إحدى المعالجات الإحصائية كقياس الفرق لمعرفة ما إذا كان الفرق ذو دلالة إحصائية أم لا.
- تفسير المعلومات في ضوء أسئلة البحث وفروضه .
- تلخيص البحث وعرض أهم النتائج التي توصل إليها ، وما يوصي به من توصيات.
ملاحظات :
1- بالمنهج التجريبي وحده يمكن الجزم إلى حد كبير معرفة أثر السبب على النتيجة لا استنتاجا كما يحدث في البحث ألسببي المقارن ، وإنما تجريبيا وجزما.
2- المنهج التجريبي هو المنهج الوحيد الذي ترتفع درجة الثقة بنتائج البحوث التي تطبقه إلى مستوى أكبر بكثير من الثقة بنتائج البحوث التي تطبق المناهج الوصفية والتاريخية.
3- المنهج التجريبي هو المنهج الوحيد الذي يتم فيه ضبط المتغيرات الخارجية ذات الأثر على المتغير التابع مما يساعد على الجزم بمقدار أثر السبب على النتيجة.