recent
أخبار ساخنة

المحاضرة الثامنة : خطوات اعداد البحث العلمي (4)

  

رسم متجه يظهر باحثًا عند مفترق طرق ، ويرمز إلى الخطوة المحورية في تصميم البحث العلمي. محاطة الباحث بأيقونات تمثل منهجية البحث واختيار العينة وأدوات جمع البيانات وطرق تحليل البيانات. تشير الأسهم إلى كل عنصر ، مما يشير إلى عملية اتخاذ القرار. تؤكد الصورة على أهمية تصميم البحث الجيد التخطيط.


 الخطوة الثالثة : تصميم البحث وتحديد الخطوات الإجرائية

 بعد أن يختار الباحث مشكلة بحثه ويضعها في إطار بحثي ويراجع الدراسات السابقة ذات الصلة بها ، يحدد في هذه الخطوة الكيفية الإجرائية لبحثها .

 أهمية هذه الخطوة :

تعد من أهم خطوات إعداد البحث لأنها :

-  أكثر ما يُراجع من قبل من يقوِّم البحث.

-  كذلك هي الأساس في قيمة البحث ، لأنه قد تكون مشكلة جديدة وذات أهمية بالغة ، لكن خطواتها الإجرائية غير علمية ، وبالتالي قيمة البحث ليست ذات جدوى كبيرة.

ان الباحث قد سبق أن أجاب على السؤالين التاليين: ماذا سوف يبحث؟ (المشكلة) ، ولماذا يبحث؟ . فقبل الانتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ ، يلزمه أن يجيب على سؤال ثالث : كيف سيبحثه؟، وهنا على الباحث توضيح الكيفية التي سوف يتبعها الباحث في تصميمه لبحثه وتحديد خطواته الإجرائية، إذ يتطلب منه توضيح ما يلي:

-  منهج البحث الذي سوف يطبقه ، وما يتبعه من خطوات تنفيذية يتطلبها إجراؤه.

-  وصف واضح لمجتمع البحث.

-  تحديد دقيق لعينة البحث ، وشرح علمي لطريقة اختيارها.

-  عرض متكامل لأداة البحث.

-  تقرير الأسلوب الذي سيتم تطبيقه في جمع المعلومات .

-  اختيار أسلوب معالجة المعلومات.

-  إجراء تجربة توضح للباحث إمكانية تنفيذ الخطة البحثية التي اختطها الباحث.

 1-  منهج البحث:

يلزم الباحث أن يختار منهجا لبحثه ، لذلك فهو يجيب على الأسئلة :

-  هل مشكلة البحث تتعلق بالماضي أم الحاضر أم المستقبل؟

-  هل سوف يكون مكان البحث في المكتبة أم بواسطة المعايشة الفعلية من قبل الباحث أو من خلال الاستجواب المباشر أو غير المباشر؟

-  هل هدف البحث يقف عند حد الوصف؟ أم يتجاوزه إلى التفسير والتحليل ومعرفة الأسباب المؤثرة في الظاهرة المدروسة؟

فمثلا : لو أجاب الباحث عن الأسئلة السابقة بـ:

•إن مشكلة البحث تتعلق بالحاضر.

• أو أن البحث سوف يتم في المكتبة .

•وأن هدف البحث معرفة الأسباب ذات الأثر على الظاهرة المدروسة.

 فهنا يكون منهج البحث هو المنهج الوصفي من خلال البحث الوثائقي والبحث السببي المقارن.

 2- مجتمع البحث:

مجتمع البحث مصطلح علمي ، يراد به كل من يمكن أن تُعمم عليه نتائج البحث،  سواء أكان مجموعة أفراد ، أو مؤسسات ، أو منظمات ....الخ ، وذلك طبقا للمجال الموضوعي لمشكلة البحث. وعليه فإن حصر مجتمع البحث يعد ضروريا للأسباب التالية:

1-    تبرير الاقتصار على العينة بدلا من تطبيق البحث على مجتمعها.

2-        معرفة مدى قابلية نتائج البحث للتعميم .

3-    تأكيد تمثيل العينة لمجتمع البحث (تناسب بين العينة والمجتمع).

 3-  عينة البحث :

الأصل أن يجرى البحث العلمي على جميع أفراد مجتمع البحث ، لأن ذلك ادعى لصدق النتائج ، لكن الباحث يلجأ إلى استخدام العينة إذا تعذر بسبب كثرة عددهم مثلا . وحتى يصح تعميم النتائج على جميع أفراد المجتمع يجب أخذ عينة منه ممثلة للمجتمع . واشترط علماء المنهجية فيها شروطا حتى تكون كذلك وهي:

-  تجانس الصفات والخصائص بين أفراد العينة وأفراد مجتمع البحث ، فهي انعكاس شامل للمجتمع.

-  تكافؤ الفرص لجميع أفراد مجتمع البحث لأن يكونوا من أفراد العينة.

-  عدم التحيز في الاختيار ، وذلك بتطبيق طريقة اختيار تكفل الموضوعية وعدم التحيز.

-  تناسب عدد أفراد العينة مع عدد أفراد مجتمع البحث ، إذ ليس هناك تحديد للعدد متفق عليه. فعدد أفراد المجتمع وطبيعة المشكلة المدروسة وفهم البحث المطبق ، كلها عوامل أساسية تؤثر في عدد أفراد العينة. وصدق تمثيل العينة للمجتمع يحكمه مبدأ عام وهو (كلما كبر حجم العينة كان تمثيلها للمجتمع أصدق).

  اختيار حجم العينة:

ومن أهم العوامل المؤثرة في تحديد حجم العينة  ما يلي:

-  تجانس وحدات مجتمع الدراسة، فكلما قل الاختلاف وضَؤُل التفاوت بين وحداتها جاز أن يَنقَص حجم العينة ، والعكس.

-  عدد البحوث السابقة التي تناولت نفس موضوع الدراسة ، حيث تساعد الباحث على التعرف على حجم العينات التي استخدمت ، ومدى تجانس أو عدم تجانس مجتمعات دراساتهم والنتائج التي توصلوا إليها خلال تلك العينة التي استخدموها.

-  نوع العينة المستخدمة في الدراسة ؛ فالعينة العشوائية تعمل على تسهيل عملية تحديد حجم العينة أكثر من الطبقية أو المركبة.

-  كمية المال المخصص للدراسة ، فكلما كبر مبلغ المال المتوفر لزم ان تكون العينة أكبر.

-  الوقت المخصص للدراسة ، فكلما وسع الوقت لزم اختيار عينة أكبر.

-  عدد الباحثين المساهمين، فكلما كان عددهم أكثر لزم اختيار عينة أكبر.

  4-  طرق اختيار العينة:

هناك اختلافات في المسميات لدى كتاب المنهجية ، ويمكن عرض طرق اختيار العينة في نوعين، وهما :

أ‌-   الطريقة الاحتمالية:وهي ما لا يتحكم الباحث في اختيار أفراد العينة ، ويتطلب ذلك معرفة تامة بأفراد مجتمع البحث.

ب‌-   الطرق غير الاحتمالية : وهي ما يتحكم الباحث في اختيار أفراد العينة ، ولا يتطلب ذلك منه معرفة أفراد مجتمع البحث . ولهذا لا تتساوى الفرصة لأفراد مجتمع البحث ليكونوا ضمن العينة. 

ولكل طريقة من الطريقتين السابقتين أساليب متعددة .

أساليب الطريقة الاحتمالية:

•الطريقة العشوائية

• الطريقة الطبقية

• الطريقة المنظمة

•الطريقة العنقودية

أساليب الطريقة غير الاحتمالية:

•الاختيار بالمصادفة

• الطريقة الحصية

•الطريقة العمدية

ويمكن إيراد شرح موجز عن كل طريقة.

1-   الطريقة العشوائية:

 أي أن الفرص متساوية بين كل عناصر أفراد المجتمع في دخول العينة ودرجة الاحتمال واحدة. وتنفذ هذه الطريقة بشكلين :

-  طريقة بسيطة ، إذ يعطي لكل فرد من أفراد المجتمع رقما ، ثم تخلط جميع الأوراق ، يليها سحب أرقام بعدد حجم العينة المحددة .

-  استخدام جدول الأعداد العشوائية.

2-  الطريقة المنظمة:

 ويتم تنفيذها بالشكل التالي:

-  يضع الباحث رقما لكل فرد من أفراد مجتمع البحث.

-  يقسم مجتمع البحث على حجم العينة الذي قرره.

-  يختار أحد الأرقام التي يحصل عليها من ناتج القسمة اختيارا عشوائيا.

-  يحدد طول الفاصل بين الرقم الذي اختاره وبين رقم آخر في القائمة.

-  يختار كل رقم يقع في نهاية الفاصل الذي حدده. إلى أن يصل إلى العدد المحدد لحجم العينة.

مثال:

-  مجتمع من 1000 عامل.

-  عدد العينة المحددة 100 عامل.

-  الفاصل = 1000/100=10.

-  نختار عشوائيا رقما بين 1-10 وليكن مثلا 5.

-  نحدد الفاصل مثلا مضاعف 5.

-  إذن نحدد أفراد العينة المائة (100 عامل) ونختارهم من القائمة وهم (5 ، 10 ، 15 ، 20 ، 25 ، ...............حتى نكمل المائة مفردة)، وهؤلاء هم أفراد العينة.

3-   الطريقة الطبقية :

ويتم فيها تقسيم مجتمع ابحث إلى فئات طبقا لسنهم أو مستواهم التعليمي أو دخلهم الشهري مثلا. ويتم الاختيار من كل فئة بسحب عدد منها عشوائيا أو منتظما.

الشرط الوحيد هو أن يكون هناك فرق فعلي بين الفئات بحيث يؤدي هذا الفرق إلى فرق في الاستجابة لما يطرح في البحث من مواقف تتعلق بمشكلة البحث.

 4- الطريقة العنقودية: 

حسب هذه الطريقة ، إن وحدة العينة ليست مفردة ، وإنما هي مجموعة. فعندما يختار الباحث عينة من مجتمع مؤسسات اختيارا عشوائيا ، ومن ثم يطبق الدراسة على كل عامل أو إداري في المؤسسات المختارة ، وبذلك تعد هذه العينة عنقودية.

أما إذا كان الاختيار يطبق على العاملين دون التقيد بالمؤسسة كأن يتم الاختيار من العاملين بقسم الإنتاج مثلا فتكون العينة مفردة وليست عنقودية.

تطبق الطريقة العنقودية عندما يكون من الصعب تطبيق الاختيار الفردي ، إما لكثرة أفراد مجتمع البحث أو لتعذر حصول معلومات عنهم.

5- الاختيار بالمصادفة:

يتم الاختيار لمن يتحصل عليه الباحث صدفة أو من يتطوع بالمشاركة . مثلا: كأن يقرر أن يختار أول عشرة عاملين يدخلون إلى المؤسسة.

6-  الطريقة العمدية أو المقصودة أو الاختيار بالخبرة 

 أي ان الباحث له خبرة ومعرفة بأن هذه المفردة أو تلك تمثل مجتمع البحث . فالباحث لما يختار بهذه الطريقة عليه ان يبرر تبريرا علميا حتى لا يتهم بالتحيز.

7-  الطريقة الحِصِّية: 

وتسمى العينة التدرجية ، فمجتمع البحث يقسَّم إلى فئات طبقا لصفاته الرئيسية ،وتمثل كل فئة في العينة بنسبة وجودها في المجتمع.

مثال 

-  مجتمع البحث هم طلاب كلية العلوم الاقتصادية

-  يصنف مجتمع البحث إلى فئات  حسب التخصصات في تلك الكلية.

-  تحديد النسبة المئوية المطلوب سحبها  (5% مثلا).

-  يبدأ السحب  بنسبة 5% من كل فئة (تخصص).

وبهذا يكون حجم العينة هو مجموع النسب المحسوبة لكل التخصصات.

 5-   أداة البحث:

فبعد تحديد الباحث لمنهجه في البحث ، وكذلك مجتمعه ، وباختياره عينة ممثلة له؛ يقوم الباحث بتصميم واختيار أداة البحث التي تقتضيها طبيعة المشكلة المدروسة وعدد مصادر المعلومات وما يتطلبه منهج البحث المتبع في الدراسة.

مصطلح "أداة الدراسة" مصطلح منهجي ، يعني الوسيلة التي يجمع بها المعلومات اللازمة لإجابة أسئلة البحث أو اختبار فروضه.

وتُجمع المعلومات بواسطة واحدة أو أكثر من الأدوات التالية:

•الاستبانة (آو الاستبيان).

• المقابلة.

• الملاحظات.

•الاختبارات المقننة.

وحتى تكون الأداة مفيدة بشكل عام ، يتعين على الباحثين قبل تصميمها واختيارها ، اتباع ما يلي:

-  أن يحدد المعلومات التي تتطلبها  إجابة أسئلة البحث أو اختبار فروضه.

-  أن يحدد مصادر المعلومات : هل هي كتب أم وثائق وسجلات مكتوبة أم أشخاص أم .....الخ. أم خليط بينها؟

فإذا كانت مصادر المعلومات أشخاصا ، فما مواصفاتهم من حيث قدرتهم على الإدلاء بالمعلومات المطلوبة؟. ومما يجب تقريره هنا أن تحديد مصادر المعلومات يعد أمرا لازما ابتداء لتقرير الأداة المناسبة.

-  أن يحدد الأداة أو الأدوات اللازمة لجمع المعلومات التي تتناسب مع طبيعة المشكلة .

إذ أن المفاضلة بين أدوات البحث لا يحكمها ذوق الباحث ورغبته ، بل تتحدد بعدة عوامل منها:

 طبيعة المشكلة المدروسة.

 مصادر المعلومات.

 منهج البحث المتبع.

-  أن يستشير متخصصا في الإحصاء إذا كان سيقوم بتحليل المعلومات إحصائيا ، حتى يستطيع أن يصمم الأداة وفقا لأسئلة البحث و فروضه ، ويبوب بنودها تبويبا يستطيع معه أن يحلل المعلومات في وقت قصير وبجهد قليل.

-  أن يقوم بإجراء دراسة تجريبية للأداة بعد تصميمه لها تصميما أوليا، فتوزع على عدد قليل من ذوي الخبرة ، ليتأكدوا من صحة لغتها ووضوح مدلول بنودها ، ثم يوزعها على عدد قليل من الأفراد من نفس صفات أفراد العينة للتأكد من صدقها وثباتها.

 6- جمع المعلومات:

 يُعد تحديد الأسلوب الذي سوف يتبعه الباحث في جمع المعلومات أحد الخطوات المهمة في تصميم البحث ، إذ هناك عدد كبير من الأساليب ، ولكل أسلوب مميزاته وعيوبه. كذلك إن طبيعة مصدر المعلومات والإمكانات المادية  تُعد عوامل أساسية تؤثر في المفاضلة بين الأساليب. ومن الأساليب ، الإرسال البريدي ، والتوزيع المباشر وغير المباشر. فالإرسال البريدي لا يمكن تطبيقه عندما تكون أداة البحث مقابلة. بينما يطبق عندما تكون الأداة هي استبانة.

 7-  تحليل المعلومات:

على الباحث أن يحدد أسلوب معالجة المعلومات قبل البدء في تنفيذ البحث. وأساليب معالجة المعلومات تقع تحت قسمين:

1-  التحليل الكيفي، أي استنتاج المؤشرات والأدلة الكيفية ومحاولة الربط بين الحقائق واستنتاج العلاقات. 

2-   التحليل الكمي ، أي تحليل المعلومات رقميا ، أي استنتاج المؤشرات والأدلة الرقمية الدالة على الظاهرة المدروسة. ومن المعالجات الإحصائية لذلك: الوصفية والاستنتاجية.

 8- الدراسة التجريبية:

 أي تطبيق الدراسة تطبيقا تجريبيا على عدد محدود ممن تنطبق عليهم مواصفات أفراد العينة الذين سوف تطبق عليهم الدراسة بصورتها النهائية.

مثال : آخر مرحلة في تصميم طائرة ركاب على أسس ومبادئ نظرية ، يتحتم على المصمم - بعد أن يكمل التصميم - أن يقوم بتنفيذه على نموذج طائرة صغيرة تتوفر فيها جميع تلك الأسس والمبادئ النظرية التي صممت طبقا لها الطائرة الحقيقة. ومن ثم يجرب طيران ذلك النموذج للتأكد من واقعية تلك الأسس والمبادئ النظرية . 

فإن طارت الطائرة الصغيرة ولم تواجه أية عقبات، فهذا يعني أن تصميم الطائرة الحقيقية جيد ، ويمكن تنفيذه بأمان.

فكذلك الباحث عندما يريد أن ينتقل إلى مرحلة التنفيذ بأمان ، لا بد له من تجريب ما صممه ، وهذا التجريب يحقق فوائدة أهمها:

-  يوفر وقت الباحث، فإذا لم يجر الدراسة التجريبية ، قد يتبين له أوجه نقص كبيرة ربما تستدعي إعادة كل أو بعض خطط التصميم.

-  اختبار أداة البحث ومدى حاجتها لزيادة أو حذف.

-  التأكد من إمكانية تطبيق أسلوب جمع المعلومات الذي اختاره. 

-  التأكد من إمكانية تطبيق أسلوب تحليل المعلومات الذي اختاره.

-  تحديد أسلوب تبويب المعلومات.

-  فتح آفاق جديدة لدى الباحث لإضافة بعض الأفكار المهمة أو حذف غير المهمة .

-  إمكانية الاستفادة من وجهات نظر من طبقت عليهم الدراسة حول تصميماتها. 


google-playkhamsatmostaqltradent