الخطوة الثانية : مراجعة الدراسات السابقة
يقوم الباحث بمسح شامل للدراسات السابقة التي تناولت مجال بحثه، وذلك للحصول على الإجابة العلمية للأسئلة التالية:
1- هل مشكلة البحث سبق فان بحثت آم لا ؟
2- إذا كانت بحثت من قبل ، فما الجوانب التي بحثت فيها؟ وما الجوانب التي لم تبحث من قبل؟
3- ما نقاط القوة وما نقاط الضعف فيما بحثت؟
4- ما الإضافة التي يضيفها البحث الحالي؟ أي : ما موقع البحث الحالي من البحوث السابقة؟
فالباحث عندما يقوم بمراجعة الدراسات السابقة، فهو يقوم بمراجعة تلك الدراسات العلمية وحدها فقط دون سواها ، مع إبراز جوانب التقويم في المراجعة.
فالمراجع يصف ما يراجع من دراسات مشيرا إلى ما توصلت إليه من نتائج ، ثم يوضح مدى ارتباط تلك الدراسات بمشكلة بحثه ، ثم يوضح مدى ارتباط تلك الدراسات بمشكلة بحثه، وأخيرا يبرز جوانب القوة وجوانب الضعف فيها ، مؤكدا اثر بحثه في معالجة جوانب الضعف.
ماذا يُراجع الباحث:
هل يراجع الباحث الكتب التي تناولت مشكلة البحث؟
أم البحوث الأكاديمية (الرسائل العلمية) فقط؟
أم البحوث التي تنشر في الدوريات ؟
أم توصيات المؤتمرات والندوات العلمية؟
أم الكتب الإحصائية ؟
أم غير ذلك من تقارير وصحف ومجلات أو......الخ؟
لعل العبارة المقترحة (مراجعة الدراسات السابقة) تجلي هذا الغموض ، وتملي الإجابة الصحية على ذلك التساؤل؛ فالذي تتم مراجعته هو الدراسات العلمية وحدها ، والتي لها علاقة مباشرة بمشكلة البحث ككل أو بجانب من جوانبها ، وتشمل:
- الرسائل العلمية المشورة وغير المنشورة
- البحوث العلمية المنشورة وغير المنشور.
وسوا اكان النشر في دورية علمية أم بصورة كتاب مطبوع.
لماذا تُراجع الدراسات السابقة:
يقوم الباحث بمراجعة الدراسات السابقة التي تناولت مشكلة بحثه أو جانب من جوانبها لتحقيق هف رئيس واحد ، وعدة أهداف فرعية..
- الهدف الرئيسي : وهو تأكد الباحث من انه لن يبحث مشكلة تم بحثها من قبل ، بل يبدأ من حيث انتهى غيره من الباحثين (إذ أن العلم تراكمي) ، وبذلك يضمن أن جهده العلمي والمادي سيكون له مردوده وفائدته المعتبرة.
- الأهداف الفرعية: ويمكن تحديدها بخمسة أهداف:
أ- تحديد مشكلة البحث: اذ تساعد مراجعة الدراسات السابقة الباحث في تحديد وتوضيح مشكلة بحثه، وتجعله يرى بواسطتها المسيرة البحثية من بدايتها إلى نهايتها ، كما تجعله يدرك قبل أن يبدأ مسيرة ما يتطلبه البحث من وقت وجهد.
ب- طَرْق جوانب عديدة لم يطْرقها غيره من قبل: فمن خلال مراجعة الباحث للدراسات السابقة يستطيع معرفة ما تم التوصل إليه ، وما بقي لم يعرف بعد. وهذه المعرفة تجعله يتوجه ببحثه لدراسة الجوانب الجديدة.
مثال: هناك دراستين سابقتين وهما:
1- دراسة اهتمت بالوصف فقط عن واقع الصادرات الجزائرية خارج المحروقات خلال الفترة 2000-2013م. وبينت أن هناك انخفاضا وتذبذبا في اتجاهها رغم الدعم المتزايد لها.
2- دراسة أخرى ، تبحث عن الأسباب التي أدت إلى ظهور الظاهرة (انخفاض الصادرات خارج المحروقات رغم الدعم المتزايد لها) ، واستخلصت أهم تلك الأسباب ، وبذلك أصبحت معروفة.
لكن ما مدى أثر كل سبب من تلك الأسباب على ظهور الظاهرة بقي لم يبحث. فهنا يتجه الباحث في بحثه لا لمعرفة الأسباب لأنها عرفت ، وإنما لدراسة الفرق بين أثرها على الظاهرة المدروسة.
ج- تجنب النمطية في البحوث: فمن خلال مراجعة الدراسات السابقة يتضح للباحث النمط الذي سارت عليه تلك الدراسات فيتجنبه ، ويسلك نمطا آخر يختلف عنه . ويتجنب نقاط الضعف فيها.
د- التبصر في طرق البحث: فمن خلال المراجعة المتأنية للدراسات السابقة يتحقق التبصر في طرق وأدوات القياس وعينة الدراسة والمجال الذي سلكه الآخرون في دراساتهم. ومن ثم الاستفادة من ذلك لتحسين مستوى دراسته وبحثه. فكثيرا ما يستفيد الباحث من تطبيق لإحدى طرق البحث أكثر من مما يستفيد من قراءة حولها ، ويسهِّل عليه كثيرا من المشكلات والتساؤلات حول تطبيقها.
هـ - الاستفادة من توصيات الباحث: فتلك التوصيات والمقترحات التي تُذيَّل بها الدراسات السابقة عادة ذات أهمية بالغة ،لأنه تمَّ التوصل إليها بعد تجربة طويلة.
كم يُراجَع من الدراسات السابقة:
عند تصفح الباحث للمصادر التمهيدية لمعرفة الدراسات السابقة التي تناولت مشكلة بحثه وتحديد موقعها يجد نفسه أمام احد آمرين :
* كم هائل من عناوين الدراسات التي تناولت مشكلة بحثه بعمومها آو على الاقل تناولت جانبا من جوانبها ، وهنا يقع الباحث في الحيرة فيما توصل إليه: هل يراجعها كلها وهي كثيرة؟ أم يقتصر على جزء منها باختيار عشوائي؟ وما يراجع وما لا يراجع؟
وعموما ليست هناك قاعدة تتبع للإجابة على تلك التساؤلات ، لكن هناك مبادئ عامة تعين الباحث على اتخاذ قرار لتحديد العدد المناسب ، وهي كما يلي:
- إجراء الباحث مسح عام على كل ما يتحصل عليه من دراسات سابقة ، لما له صلة بمشكلة بحثه الحالي.
- المفاضلة بين ما تحصل عليه من دراسات من حيث :
• قربها او بعدها من المجال الموضوعي لمشكلة البحث.
• قربها او بعدها من المجال المكاني لمشكلة البحث.
• قربها او بعدها من المجال الزماني لمشكلة البحث من حيث حداثتها وقدمها.
وباستخدام الباحث لتلك المبادئ يستطيع أن يحصل على مراجعة متأنية لعدد محدود من الدراسات السابقة.
2 * أو يجد الباحث ان مشكلة بحثه لم تطرق من قبل بصورة مباشرة ، فهنا يحتار ؛ هل يتعين عليه اختيار مشكلة بحثية أخرى ؟ أم يجري البحث دون دراسات سابقة؟.
الجواب على ذلك : يمكن تنفيذ البحث دون الرجوع إلى دراسات سابقة ، لأن أهمية البحث العلمي تكمن في الإضافة التي يضيفها ، ومن هنا لا تُعَدُ عدم دراسة المشكلة البحثية من قبل عيبا فيه ، بل ان جميع المشكلات البحثية تبدأ أساسا هكذا.
ومع ذلك فإن المشكلة البحثية التي لم يسبق لها أن درست، تُلقي على الباحث تبعات كثيرة ، كما يتطلب منه الرجوع إلى الدراسات السابقة التي تناولت المشكلة بشكل غير مباشر ، كأن تناولت المجال الموضوعي للمشكلة التي هي قيد الدراسة بصفة عامة، حتى تتكون لدى الباحث الخلفية التي يتطلبها إعداد بحثه ، والاستفادة -على الأقل - في تبصير الباحث بطرق البحث وأدوات إجرائه، وكذلك ما يجب أن يكون عليه إطاره النظري ، وهنا بطبيعة الحال الهدف الرئيسي لا يتحقق لأن مجال البحثين مختلفين.
كيف تُراجع الدراسات السابقة:
قد توجد معلومات عن الدراسات السابقة في :
- دلائل وفهارس رسائل الماجستير والدكتوراه أو بحوث العلمية للدوريات خلال فترات زمنية معينة ، اذ تحتوي على المعلومات الأولية فقط دون الملخصات عن تلك الابحاث.
- دلائل ملخصات رسائل الماجستير والدكتوراه التي تحتوي على موجز الرسالة الذي أعده الباحث ذاته ، بالإضافة إلى معلومات أولية عنها.
- استخدام الانترنت بالبحث باستخدام كلمات مفتاحية لمشكلة البحث ، يتحصل من خلالها الباحث على معلومات أولية أو ملخصات ، أو حتى نص البحث كاملا.
وتتم مراجعة الدراسات السابقة عبر الخطوات التالية:
- تحديد جوانب المشكلة.
- وضع قائمة بالمصطلحات التي تصف المشكلة.
- مراجعة المصادر التمهيدية .
- تحديد ألأماكن التي توجد بها المصادر الأساسية والمصادر الثانوية.
- إعداد البطاقات.
- القراءة وتسجيل المعلومات.
- تبويب البطاقات .
- إخراج الفصل.